الحقد الجزائري !!

متى سيُحل مشكل الصحراء ؟

لطالما حيرني الموقف الجزائري من قضية الصحراء المغربية، دولة تسخر كل طاقتها ومواردها وديبلوماسيتها من أجل فصل جزء من تراب دولة شقيقة تجمعها بها روابط (العرق والدين والجغرافية ... ) وكل مايخيل للفرد من روابط المصير والتاريخ المشترك، لقد كان المغرب دائما في صف ثورة الإستقلال الجزائرية حيث دعمها بالرجال والسلاح ووجد زعمائها في المغرب الملجأ والمأوى لما كانت فرنسا تفاوض المغرب لوقف هذا الدعم مُقابل إرجاع الأراضي المغتصبة منه بعد إحتلال الجزائر (الصحراء الشرقية)، لكن محمد الخامس رفض هذا الأمر وأكد أن هذه الأمور لن يتفاوض فيها إلا مع الحكومة الجزائرية بعد الإستقلال، لكن بمجرد ما حصلت الجزائر على استقلالها تنكرت لكل هذه التضحيات التي قدمها المغرب لفائدتها.. وقامت قواتها بالإغارة على مخافر حدودية بهذف إحتلال أراضي مغربية في العمق وهو ما نجم عنه حرب الرمال بين الجانبين، وعندما كانت القوات المغربية متقدمة.. استجاب المغرب لوقف إطلاق النار وسحب قواته. هذا الحقد الجزائري أنفق ملايير الدولارات على خلق جمهورية وهمية باسم مضحك ينسب إلى الصحراء ( هل هناك من سمع يوما بدولة بسم الجمهورية الصحراوية أو السهلية أو الجبلية...!!!) ومول حرب استنزاف ضد المغرب لسنوات كلفت المغرب آلاف الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء تراب الوطن الغالي. لقد شكلت الصحراء المغربية بالنسبة إلى الحقد الجزائري قضيته الوطنية الأولى حيث يسخر لها كل آلته الديبلوماسية ويعمل بكل شراسة لدعم أطروحة الإنفصال في الجنوب المغربي، وهو ما لايخدم مصالح الجزائر أصلا لأن لديها مناطق فيها نزعات انفصالية مماثلة ( الطوارق، القبايل).. ومرد حديثي في هذه القضية هو استغرابي للحملة العنيفة التي تقودها الجزائر ضد المغرب على كافة الصعد، وعبر مجموعة من العملاء في الداخل، مثال صارخ على ذلك هو هذه الضجة المفتعلة حول المدعوة "أمينتو حيدر" التي ظلت دائما تستفيد وتسخر جواز سفرها المغربي لجولاتها في العالم ضد المصالح المغربية والممولة من طرف الجزائر،وظل المغرب يتغاضى عن ذلك إلى حين عودتها هذه المرة من أرخبيل الكناري فرفضت تعبئة استمارة الشرطة المعتادة في المطار ووضعت مكان الجنسية إسم الصحراء الغربية وبما أنه لاتوجد دولة إسمها " الصحراء الغربية" قامت السلطات المعنية بسحب جوازها وبطاقة تعريفها الوطنية وقامت بإعادتها من حيث جاءت، طبقا للقانون الدولي، هنا قامت قائمة عملاء الجزائر وحولو القضية إلى مسألة حقوقية وزعموا أن هذه المرأة أبعدت من وطنها.. وكأن جواز السفر ورق مراحض يرمى به بعد الإستعمال، وقد رفضت المدعوة "حيدر" كل الحلول المقترحة عليها سواء من طرف إسبانيا أو المغرب بما فيه طلب جواز سفر جديد من قنصلية المغرب بجزر الخالدات أو الحصول على اللجوء السياسي بل وتمتيعها بالجنسية الإسبانية..
ربما أن مشكلة المغرب أنه يفرق دوما بين مواقف النظام الجزائري وضرورة مراعاة الروابط التي تجمعنا مع الشعب الجزائري الشقيق ولذلك لم يستثمر في الإنفصال داخل الجزائر كما تفعل هي ..
لعل الجزائر سعيدة اليوم بهذه الضجة المفتعلة، ورغم أن المغرب بعث دائما برسائل حسن النية إلى هذه الأخيرة.. وظهر جليا الترابط بين الشعبين لما خرج الشباب المغربي فرحا بتأهل المنتخب الجزائري إلى كأس العالم حاملا الأعلام الجزائرية.. لكن للأسف كل هذه المبادرات لا تزيد الجزائر إلا تعنتا.. إن كل مغاربي يتمنى نهاية هذا الصراع المفتعل من أجل مصلحة الشعوب المغاربية، ولكن - للأسف - في الجزائر قوم لا يعقلون.