التنمية ببني حذيفة بين الواقع و الخيال

تطرق المشركون في علبة الدردشة يوم السبت 04/09/2010 في البداية إلى البطء الذي تعرفه عملية التنمية بالجماعة، و شبه غياب البرامج و المشاريع التنموية، خصوصا إذا ما قمنا بمقارنة جماعة بني حذيفة مع مثيلاتها مثل جماعة آيت قمرة، مع التأكيد إلى أن بعض المشاريع لا يمكن اعتبارها تنموية رغم كونها أساس النهضة المحلية مثل الماء الصالح للشرب و الكهرباء و الطرقات .... لأنها تعتبر من الضروريات والأساسيات ومن حق المواطن الاستفادة منها حسب المواثيق الدولية و حقوق الإنسان و من واجب الدولة و مختلف أجهزتها توفيرها له، باستثناء إذا تم إنجازها من طرف هيئات المجتمع المدني لأن هذا الأخير قام بها طواعية و ليس من واجب المواطن عليه أن يوفرها له.
ثم بعد ذلك تم التطرق إلى المشاريع و البرامج التي تصب في صميم التنمية المحلية، سواء التي قامت بإنجازها الدولة و مختلف أجهزتها أو تلك التي حققتها هيئات المجتمع المدني، و من بينها:
• مؤسسة دار الشباب.
• مركز التربية و التكوين الذي أكد المشاركون على ضرورة فتح أبوابه أمام العنصر النسوي في أقرب وقت ممكن.
• الأندية النسوية ببعض دواوير الجماعة (تمركالت، إحدوثا و تزمورين).
• المجموعة الإقتصادية لوزيما لإنتاج و تسويق اللوز.
• قاعة العلاجات الأولية بدوار إحدوثا.
• نادي داء السكري الذي أسسته جمعية آفاق.
• القاعة الرياضية المتعددة الاختصاصات التي أحدثتها جمعية آفاق.
• قاعة الإعلاميات بمجموعة مدارس بني حذيفة التي أنشأتها جمعية آفاق بتعاون مع جمعية النبراس.
• تزويد دواوير إحدوثا، مشكور و بوجطاط بالماء الشروب من طرف بعض جمعيتي إحدوثا و عمر وموحند.
و لوحظ أن غالبية المشاريع التنموية يكون فيها للمجتمع المدني دور مركزي، و في بعض الأحيان يبادر إلى الدخول و المغامرة في مشاريع تنموية تخشى الدولة بنفسها القيام بها، و هذا يدل على أن بعض الجمعيات تتوفر على كفاءات و أطر متمرسة و كفأة قادرة على المساهمة في تنمية المنطقة.
كما لاحظ المشاركون غياب مساهمة الفاعلين الاقتصاديين في التنمية المحلية، و هذا راجع إلى التخوف من الاستثمار بالمنطقة لأسباب ما و إلى عدم استفادة هؤلاء الفاعلين من تمويلهم لمشاريع تنموية، و قد تم اقتراح عقد لقاءات تواصلية معهم لحثهم على المشاركة في تنمية المنطقة عن طريق إغرائهم بالاستفادة من المشاريع و البرامج التي يمولونها بشكل مباشر أو غير مباشر كالإشهار.
كما عوقب على بعض الجمعيات التي لا تساهم في تنمية المنطقة و تضيع جهدها في جدالات لا تستفيد منها الساكنة و لا المنطقة بشيء، و أن أساس إحداث و تأسيس الجمعيات هو المساهمة في التنمية المحلية وليس شيء آخر، و طالب المشاركون المجلس الجماعي لبني حذيفة بتمويل الجمعيات الفعالة و التي تساهم في تنمية المنطقة وعدم التمييز بينها من حيث الإنتماء السياسي أو المصلحة، و وضع نظام لمحاسبتها فيما يخص تلك الأموال التي تقدمها لها كدعم.
و لكي يكون لجماعة بني حذيفة رؤية تنموية واضحة أكد المشاركون على ضرورة وضع مخطط تنموي يستجيب لإنتظارات الساكنة، خصوصا فئة الشباب التي تعتبر كنز و أمل المنطقة مستقبلا، لكونها تتميز بالوعي و الثقافة و التكوين مقارنة بالجيل السابق.
و من بين أهم المشاكل التي تقف أمام العملية التنموية اتفق المشاركون في الدردشة على أن العقار يعتبر حجرة عثرة الأول، و لذلك تم اقتراح الشروع في عملية "نزع الملكية لأجل المصلحة العامة" و إنجاز المشاريع التي كان العقار السبب الرئيسي في فشلها ( منتزه تازروت تباغرا، ملعب كمون ...الخ) كما أكد المشاركون على كون السبب الثاني الذي يعيق التنمية هو عقلية بعض السكان الذين لا يريدون لجماعة بني حذيفة أن تساير العملية التنموية لأسباب إما انتخابية أو سياسية أو قبلية أو عرقية أو شخصية. و السبب الثالث يتجلى في نقص الكفاءات و الأطر المحلية القادرة على الانخراط في التنمية إما لغياب التكوين أو لهجرتهم من المنطقة و الاستقرار في المناطق الأخرى.
و في ختام النقاش تم التأكيد على أن الجميع يتحمل مسؤولية تنمية المنطقة من مجلس جماعي ومجتمع مدني، و على الجميع تحمل مسؤوليته كل من حيث موقعه من أجل النهوض بالمنطقة على جميع الأصعدة خصوصا من الناحيتين الاقتصادية و الاجتماعية. و لأهمية الموضوع و لكون الوقت لا يكفي للإلمام بكل جوانبه تم الاتفاق على أن يكون موضوع الحلقة الثالثة من علبة الدردشة بمنتدى بني حذيفة و جمعية آفاق حول اقتراح الحلول العملية و المشاريع التنموية التي تحتاج إليها جماعة بني حذيفة.