نقدم لكم شهادة للسيد أحمد بنصديق من دوار إحدوثا بجماعة بني حذيفة أثناء جلسات للانصاف و المصالحة للاستماع إلى ضحايا الأحداث التي عرفها الريف سنتي 1958 و 1989 و في البداية نتقدم لكم تعريفا بسيطا عن السيد أحمد بنصديق
زداد السيد أحمد بن الصديق سنة 1946 ببني احديفة دوار احدودن. شارك أجداده في المقاومة. أحدهم، وهو عمر بن الصديق، اعتقل من طرف الاستعمار، بينما جده الآخر الحاج الصديق كان يتعرض للتعذيب بمنزله.
أثناء أحداث الريف سنة58/59 تم اعتقال جده وأبيه ببني احذيفة لمدة 24ساعة ونقلا بعد ذلك إلى تاركيست. كان عمره 13سنة آنذاك. ذهب لزيارتهم فتمكن من رؤية والده أثناء خروجه من السجن للعمل تحت الحراسة، بينما وجد جده مرميا بالمستشفى وهو في حالة سيئة جدا. تعرض للتعذيب خلال ثلاث ساعات وهو طفل على يد أحد الجنود أمام السجن. كما تعرض للتهديد بالقتل أو الاغتصاب. والسيد أحمد بن الصديق يذكر كيف أن الجيش طوق الدوار وأقدم على إضرام النار .
و هذا تلخيص لمجمل ما جاء في شهاته
قال السيد أحمد بن الصديق إنه تعرض للتحرش والتهديد بالاغتصاب أثناء أحداث الريف لسنتي1958 و1959 .وأوضح خلال شهادته أن جنديا أشهر في وجهه السلاح، خلال تلك الأحداث، بعدما جرده من ملابسه وخيره بين القتل والاغتصاب مضيفا أنه حفر قبره بيديه العاريتين بعد أن رفض الخضوع لنزوة الجندي الذي تراجع عن قتله في آخر لحظة.
وحكى السيد بن الصديق قصة جده وأبيه اللذين اعتقلا ببني حذيفة خلال الأحداث نفسها لمدة 24 ساعة ونقلا بعد ذلك إلى تاركيست، مبرزا أنه قطع مسافة 47 كيلومترا وعمره لا يتجاوز 13 سنة من أجل زيارتهما فوجد جده ملقى بالمستشفى وهو في حالة يرثى لها بعد اقتلاع أظافره وأسنانه في حين لم يتمكن من التعرف على أبيه الذي تغيرت ملامحه نتيجة التعذيب.
وقال إن جده ووالده كانا من المجاهدين في سبيل الوطن والدين معربا عن حسرته لكونهما تجرعا آلاما "على يد إخوانهم المغاربة أفظع من تلك التي مارسها عليهما الإسبان في عهد الاستعمار".
وتساءل السيد بن الصديق عن الأسباب التي تقف وراء هذه المأساة التي تعرضت لها عائلته والمنطقة بأكملها معتبرا أن "المصالحة معها بدأت بإنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة التي أتاحت لنا الفرصة للتعبير عن كل آمالنا وآلامنا كجزء من تضميد هذه الجراح".
وخلص السيد بن الصديق في شهادته إلى أن مطالب عائلته " لا تتمثل في الحصول على مناصب أو امتيازات بل في التمتع بالحرية في بيوتنا وضمان عدم تكرار ما جرى وتوفير جميع الشروط والضمانات لتنعم الأجيال الجديدة بوضعية أفضل وحياة آمنة".
و لمن أراد تحميل أو الاستماع إلى شهادته بصوته فليتفضل من هنا لتحميل هذه الشهادة إلى حاسوبك الخاص اضغط بالزر الأيمن للفأرة على كلمة: من هنا
ثم اضغط على
enregistrer sous
منقول عن موقع هيئة الانصاف و المصالحة